شارك السؤال !

‎إجابة واحدة

  1. د. محمد ابو هيبه

    في البداية أتمنى لك السلامة.

    حرقة المعدة أو حرقة الفؤاد هي ظاهرة شائعة، غالباً ما تكون ظاهرة عرضية عابرة ولا تثير قلقاً خاصاً. فكثيرون من الناس يعانون من حرقة الفؤاد، من إحساس حارق على امتداد قناة الطعام (المريء)، تحت عظم القص قليلاً، او خلفه، بشكل يومي بصورة عامة. وحرقة الفؤاد المتكررة يومياً قد تشكل مشكلةً خطيرةً وتستوجب علاجاً طبياً.

    وحرقة الفؤاد التي تظهر في فترات متقاربة، أو حتى يومياً، تمثل علامة تنبيه مسبقة لمرض الجزر المعدي المريئي (GERD)، وهو مرض تسترجع فيه أحماض المعدة، وأحياناً عصارات المرارة أيضاً، إلى المريء.

    ويستطيع معظم الناس التأقلم والتعايش مع الإحساس بعدم الراحة الناجم عن الحرقة بواسطة إدخال تغييرات في نمط الحياة وبواسطة تناول أدوية يتم تسويقها دون حاجة إلى وصفة طبية. ولكن، إذا كانت حرقة الفؤاد حادة جداً، فإن جل ما تقدمه هذه الأدوية هو التخفيف المؤقت، أو الجزئي، للأعراض المصاحبة لها.

    العرض الأولي لحرقة الفؤاد هو شعور بحريق وبألم في منطقة الصدر، أسفل عظمة القص. هذا الألم قد يزداد ويشتد عند الإنحناء إلى الأمام، الاستلقاء على الظهر، أو عند الأكل. وقد تظهر حرقة الفؤاد في أحيان متقاربة وتشتد في ساعات الليل.

    عند البلع، يفتح الصمام الحلقي الموجود في أسفل المريء – وهو عبارة عن حلقة عضلية حول الجزء السفلي من المريء – ويفسح المجال أمام الغذاء والشراب للمرور عبره إلى داخل المعدة. وبعد ذلك، يعاود الإنغلاق. لكن، إذا ما فتح الصمام ذاتياً، أو إذا كانت العضلة ضعيفة، فقد تتحرك أحماض المعدة إلى الأعلى (إلى الخلف)، إلى داخل المريء فتنتج حرقة الفؤاد. ويشتد تسرب الأحماض إلى الأعلى عند الاستلقاء أو الإنحناء إلى الأمام.

     

    ثمة العديد من العوامل التي قد تزيد من شدة حرقة الفؤاد، من بينها:

    • بعض الأنواع المحددة من الأطعمة، مثل: الأطعمة الغنية بالدهنيات، الأطعمة الحارة، الشوكولاطة، الكفايين، البصل، صلصة البنادورة (الكاتشب)، المشروبات الغازية، النعناع.
    • الوجبات الدسمة.
    • النوم بعد تناول الأكل مباشرة,
    • تناول أدوية معينة (مثل المهدئات، الأدوية المضادة للاكتئاب، الأدوية الحاصرة للكالسيوم لمعالجة ضغط الدم المرتفع).
    • التدخين وتناول المشروبات الكحولية.

     

    كما يمكن لبعض الحالات التي قد تسبب اضطرابات هضمية أن تزيد من خطر الإصابة بحرقة الفؤاد، مثل:

    • الوزن الزائد:  يسبب الوزن الزائد توليد ضغط إضافي زائد على المعدة والحجاب الحاجز – وهو العضلة الكبيرة التي تفصل بين جوف الصدر وجوف البطن – مما يؤدي إلى فتح الصمام الموجود في أسفل المريء فيفتح الطريق أمام أحماض المعدة إلى الرجوع إلى داخل المريء. وقد يسبب تناول وجبات دسمة أو غنية بالدهون ظاهرة مماثلة.
    • الفتق الحجابي: إذا كان ولوج جزء من المعدة إلى منطقة الصدر بدرجة كبيرة نسبياً، فقد يتسبب بإضعاف إضافي لعضلة الصمام في أسفل المريء مما يفاقم حرقة الفؤاد أكثر فأكثر.
    • الحمل: يولد الحمل ضغطاً إضافياً على المعدة ويزيد من إنتاج هرمون البروچسترون. هذا الهرمون يعمل على إرخاء معظم عضلات الجسم، بما في ذلك عضلة الصمام السفلي للمريء.
    • السكري: يعتبر الخزل المعدي أحد المضاعفات الناجمة عن مرض السكري، وهو خلل يتمثل في احتياج المعدة إلى فترة زمنية أطول حتى تتم التفريغ. وفي حالة بقاء محتويات المعدة لفترة أطول من اللازم، تبدأ هذه المحتويات بالصعود نحو المريء والتسبب بحرقة الفؤاد.
    • خلل في الانسجة الضامة: بعض الأمراض، مثل تصلب الأنسجة، والتي تسبب تكثف وانتفاخ الأنسجة العضلية، قد تسبب أيضاً انقباض عضلات الجهاز الهضمي، دون الإسترخاء (التمدد) كما ينبغي، مما يؤدي إلى تراجع الأحماض المعدية نحو المريء.
    • متلازمة زولينچر ايليسون: إحدى مضاعفات هذه الظاهرة النادرة تتمثل في إنتاج أحماض المعدة بغزارة، والتي تزيد بدورها من خطر رجوع هذه الأحماض إلى المريء.

     

    أغلب حالات حرقة الفؤاد هي حالات عارضة عابرة. حرقة الفؤاد الحادة أو المزمنة قد تعتبر مؤشراً على وجود ظاهرة مرض الجزر المعدي المريئي (GERD). ومن مضاعفات هذه الظاهرة استثارة المريء والتهابه، تضيق المريء وارتفاع بسيط في خطر الإصابة بسرطان المريء.

     

    يعتمد تشخيص حرقة المعدة، بشكل عام وبصورة أساسية، على وصف مفصل لمجموع الأعراض لدى المريض. ولكن، إذا ما كانت الأعراض حادة جداً، ولا يستجيب جسم المريض للعلاج، أو إذا كان الطبيب يشك في إصابة المريض بمرض الجزر المعدي المريئي (GERD) أو أي مرض آخر، فقد يحتاج إلى إخضاع المريض لعدد من الفحوصات الطبية الإضافية، منها:

    1. التصوير بالاشعة السينية مع الباريوم.
    2. التنظير الداخلي.
    3. فحوص لمستوى (تركيز) حموضة المعدة.

     

    إذا كانت حرقة الفؤاد معتدلة وتظهر في فترات متباعدة فبالإمكان التخفيف من حدة الأعراض والظواهر المصاحبة لها عن طريق تناول أدوية غير ملزمة بوصفة طبية، أو بواسطة علاج ذاتي. ومن بين الأدوية التي يتم تسويقها دون حاجة إلى وصفة طبية:

    • مضادات الحموضة.
    • حاصرات مستقبلات H2.
    • مثبطات مضخة البروتونات.

     

    يمكن الحد من وتيرة ظهور حرقة الفؤاد، أو حتى التخلص نهائياً، عن طريق إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة، من بينها:

    • المحافظة على وزن صحي ومناسب.
    • تناول وجبات مصغرة.
    • عدم استعمال الحزام.
    • تجنب مستثيرات حرقة الفؤاد.
    • تجنب الإنحناء إلى الأمام.
    • عدم الخلود إلى النوم بعد تناول الأكل مباشرة.
    • رفع منطقة الرأس في السرير.
    • تجنب التدخين.

     

    أتمنى أن تكون الإجابة كافية وشافية، وأتمنى لك حياة سعيدة مليئة بالإنجازات. إذا كان لديك أي تساؤلات أخرى فلا تتردد في السؤال فنحن هنا لمساعدتكم والإجابة عن تساؤلاتكم.

    يمكنك أيضاً مراجعة هذه المصادر للحصول على معلومات أكثر حول حرقة المعدة:

    عن المُجيب

    طبيب مهتم بالصحة العامة، خريج الجامعة الإسلامية بغزة، وأعمل حاليا في مستشفى الشفاء الطبي كطبيب امتياز .. لدي اهتمامات كثيرة خارج نطاق الطب، خصوصا في مجال التكنولوجيا، وأسعى للوصول بالناس إلى مستوى صحي أفضل من خلال الربط بين التكنولوجيا والطب

جميع الحقوق محفوظة لـ © اسأل طبيب